أبو العلاقات العامة "إيفي لي"

(( الانتشار الإعلامي ليس كافياً للحصول على تأييد الجماهير.. والأقوال الإيجابية لا بُدّ أن تثبتها أفعال إيجابية )) هذه إحدى المقولات الشهيرة لإيفي لي، وتعد من أساسيات العلاقات العامة الناجحة للشخصيات والمنظمات،

فريق ابعاد -

شارك

(( الانتشار الإعلامي ليس كافياً للحصول على تأييد الجماهير.. والأقوال الإيجابية لا بُدّ أن تثبتها أفعال إيجابية )) هذه إحدى المقولات الشهيرة لإيفي لي، وتعد من أساسيات العلاقات العامة الناجحة للشخصيات والمنظمات، وجعلته مع ما وضعه من نظريات أخرى مطلع القرن العشرين يسمى (( أبو العلاقات العامة )).

أطلق مصطلح العلاقات العامة في نشرة أصدرها عام 1921 تحت عنوان ( العلاقات العامة) شرح فيها أهم مبادئها ومحدداتها .

وهو أول من استخدم الإعلان كأداة للإعلام، لا للدعاية والترويج للسلع والمنتجات، ففي أثناء إضراب لعمال شركة كلورادو نشر إيفي لي في جميع الصحف إعلانا على صفحة كاملة عبّر فيه عن موقف الشركة إزاء عمالها، موضحاً بذلك لأول مرة في تاريخ العلاقات العامة إمكانية استخدام مؤسسة ما الإعلان للتعبير عن وجهة نظرها بشكل واضح ودقيق.

من وجهة نظره أن أهم قاعدة في العلاقات العامة هي : " غير كاف أن تفعل الخير، وإنما من الضروري أن تعلّم الناس ما تفعله من خير" إذ يرى أن الصورة الإنسانية لأي شخص خاصة السياسيين ورجال الأعمال الكبار لا تبرز، إلا من خلال عملهم الاجتماعي.

وكان سبب وجود هذا المبدأ في العلاقات العامة هو رجل الأعمال "روكفلر" الذي كان يقدم تبرعاته للجمعيات الخيرية والكنائس والأطفال والمدارس، بينما صورته الذهنية لدى العامة لا تدل على ذلك بل كان يبدو كما لو كان بخيلاً وشحيحا في أعمال الخير، ورغم أنه تعرض لانتقادات حادة واتهامات بالجشع فقد واجه كل ذلك بصمت، حتى أصبحت صورته لدى الجماهير في منتهى السوء، إلى أن التقى بإيفي لي، الذي تمكن بموهبته الفذة في العلاقات العامة من تغيير صورة روكفلر، حيث اتفق مع أحد الصحفيين على أن يمارس روكفلر لعبة الجولف، ولم يمر وقت طويل حتى ظهرت صورة الرجل في الصحف وهو يمارس اللعبة بتواضع ومرح، ويتردد على الكنائس ويمنح الهبات للمحتاجين ويداعب الأطفال. ولم يكتف أيفي لي بهذه الوسيلة، ليس بإضفاء خصال غير حقيقية على شخصية روكفلر، وإنما بنقل صورته الحقيقية إلى الجمهور بدلاً من تلك الصورة الزائفة التي أخذت عنه، ومن هنا أيضاً أضاف إيفي لي، مبدأ آخر وهو ضرورة نقل الصورة الحقيقة الصادقة عن أي فرد أو مؤسسة أو منظمة أو جهة إلى الجمهور.

توفي إيفي لي عام 1934م، بعد أن ترك إرثًا كبيرًا من الكتب والمقالات والأفكار الخلاقة في مجال العلاقات العامة والإعلام لا يزال بعضها صالحاً حتى اليوم، وإن اختلف معها كثيرون.